{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ على تَخَوُّفٍ } أي : حال تخوّف وتوقع للبلايا بأن يكونوا متوقعين للعذاب ، حذرين منه غير غافلين عنه ، فهو خلاف ما تقدم من قوله : { أَوْ يَأْتِيَهُمُ العذاب مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ } ، وقيل : معنى { على تَخَوُّفٍ } على تنقص . قال ابن الأعرابي : أي على تنقص من الأموال والأنفس والثمرات حتى أهلكهم . قال الواحدي : قال عامة المفسرين : { على تخوّف } قال : تنقص ، إما بقتل أو بموت ، يعني : بنقص من أطرافهم ونواحيهم يأخذهم الأول فالأوّل حتى يأتي الأخذ على جميعهم . قال : والتخوّف : التنقص ، يقال : هو يتخوف المال ، أي : يتنقصه ، ويأخذ من أطرافه ، انتهى . يقال : تخوّفه الدهر وتخونه بالفاء والنون : تنقصه ، قال ذو الرّمة :
لا بل هو الشوق من دار تخوّفها *** مرا سحاب ومرا بارح ترب
تخوّفها نزولي وارتحالي *** . . .
أي : تنقص لحمها وشحمها . قال الهيثم بن عديّ : التخوّف بالفاء : التنقص . لغة لأزد شنودة . وأنشد :
تخوف عدوهم مالي وأهدي *** سلاسل في الحلوق لها صليل
وقيل : { على تخوّف } على عجل ، قاله الليث بن سعد ، وقيل : على تقريع بما قدّموه من ذنوبهم ، روي ذلك عن ابن عباس ، وقيل : { على تخوّف } أن يعاقب ويتجاوز ، قاله قتادة : { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءوفٌ رَّحِيمٌ } لا يعاجل ، بل يمهل رأفة بكم ورحمة لكم مع استحقاقهم للعقوبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.