فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمۡ أَمِنتُمۡ أَن يُعِيدَكُمۡ فِيهِ تَارَةً أُخۡرَىٰ فَيُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ قَاصِفٗا مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغۡرِقَكُم بِمَا كَفَرۡتُمۡ ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ عَلَيۡنَا بِهِۦ تَبِيعٗا} (69)

{ أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أخرى } أي : في البحر مرة أخرى بأن يقوي دواعيكم ويوفر حوائجكم إلى ركوبه ، وجاء بفي ولم يقل إلى البحر ، للدلالة على استقرارهم فيه { فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا منَ الريح } القاصف : الريح الشديدة التي تكسر بشدّة ، من قصف الشيء يقصفه أي : كسره بشدّة ، والقصف : الكسر ، أو هو الريح التي لها قصيف أي : صوت شديد من قولهم رعد قاصف أي : شديد الصوت { فَيُغْرِقَكُم } قرأ أبو جعفر ، وشيبة ، ورويس ، ومجاهد ( فتغرقكم ) بالتاء الفوقية على أن فاعله الريح . وقرأ الحسن وقتادة ، وابن وردان ( فيغرقكم ) بالتحتية والتشديد في الراء . وقرأ أبو جعفر أيضاً ( الرياح ) . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالنون في جميع هذه الأفعال . وقرأ الباقون بالياء التحتية في جميعها أيضاً ، والباء في { بما كفرتم } للسببية أي : بسبب كفركم { ثُمَّ لاَ تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا } أي : ثائراً يطالبنا بما فعلنا . قال الزجاج : لا تجدوا من يتبعنا بإنكار ما نزل بكم . قال النحاس : وهو من الثأر ، وكذا يقال لكل من طلب بثأر أو غيره تبيع وتابع .

/خ70