{ وَإِن كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ } الكلام في هذا كالكلام في { وَإِن كَادُوا [ لَيَفْتِنُونَكَ ] } أي : وإن الشأن أنهم قاربوا أن يزعجوك من أرض مكة لتخرج عنها ، ولكنه لم يقع ذلك منهم ، بل منعهم الله منه حتى هاجر بأمر ربه بعد أن هموا به ، وقيل : إنه أطلق الإخراج على إرادة الإخراج تجويزاً { وَإِذًا لاَ يَلْبَثُونَ خلفك إِلاَّ قَلِيلاً } معطوف على { ليستفزونك } أي : لا يبقون بعد إخراجك إلاّ زمناً قليلاً ، ثم عوقبوا عقوبة تستأصلهم جميعاً . وقرأ عطاء بن أبي رباح : ( لا يلبثوا ) بتشديد الباء الموحدة . وقرئ : ( لا يلبثوا ) بالنصب على إعمال «إذن » ، على أن الجملة معطوف على جملة : { وَإِن كَادُوا } لا على الخبر فقط . وقرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو بكر ، وأبو عمرو ( خلفك ) ومعناه : بعدك . وقرأ ابن عامر ، وحفص ، وحمزة ، والكسائي { خلافك } ومعناه أيضاً : بعدك . وقال ابن الأنباري : { خلافك } بمعنى : مخالفتك ، واختار أبو حاتم القراءة الثانية لقوله : { فَرِحَ المخلفون بِمَقْعَدِهِمْ خلاف رَسُولِ الله } [ التوبة : 81 ] ومما يدلّ على أن خلاف بمعنى بعد قول الشاعر :
عفت الديار خلافها فكأنما *** بسط الشواطب بينهنّ حصيرا
يقال : شطبت المرأة الجريد : إذا شققته لتعمل منه الحصير . قال أبو عبيدة : ثم تلقيه الشاطبة إلى المثقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.