فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ عِبَادَهُۥ بِٱلۡغَيۡبِۚ إِنَّهُۥ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَأۡتِيّٗا} (61)

وانتصاب { جنات عَدْنٍ } على البدل من الجنة ، بدل البعض لكون جنات عدن بعض من الجنة . قال الزجاج : ويجوز «جنات عدن » بالرفع على الابتداء ، وقرئ كذلك . قال أبو حاتم : ولولا الخط لكان جنة عدن ، يعني : بالإفراد ، مكان الجمع وليس هذا بشيء ، فإن الجنة اسم لمجموع الجنات التي هي بمنزلة الأنواع للجنس . وقرئ بنصب الجنات على المدح ، وقد قرئ جنة بالإفراد { التي وَعَدَ الرحمن عِبَادَهُ بالغيب } هذه الجملة صفة لجنات عدن ، و{ بالغيب } في محل نصب على الحال من الجنات ، أو من عباده ، أي متلبسة ، أو متلبسين بالغيب ، وقرئ : بصرف عدن ، ومنعها على أنها علم لمعنى العدن وهو الإقامة ، أو علم لأرض الجنة { إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً } أي : موعوده على العموم ، فتدخل فيه الجنات دخولاً أوّلياً . قال الفراء : لم يقل آتياً ، لأن كل ما أتاك فقد أتيته ، وكذا قال الزجاج .

/خ63