وقوله : { فَإِنْ ءَامَنُوا بِمِثْلِ مَا ءامَنتُمْ بِهِ } هذا الخطاب للمسلمين أيضاً : أي فإن آمن أهل الكتاب ، وغيرهم بمثل ما آمنتم به من جميع كتب الله ورسله ، ولم يفرّقوا بين أحد منهم ، فقد اهتدوا ، وعلى هذا ، فمثل زائدة كقوله :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْء } [ الشورى : 11 ] وقول الشاعر :
فصيروا مثل كعصف مأكول *** . . .
وقيل : إن المماثلة وقعت بين الإيمانين ، أي : فإن آمنوا بمثل إيمانكم . وقال في الكشاف : إنه من باب التبكيت ؛ لأن دين الحق واحد لا مثل له ، وهو دين الإسلام ، قال : أي فإن حصلوا ديناً آخر مثل دينكم مساوياً له في الصحة ، والسداد ، فقد اهتدوا ، وقيل : إن الباء زائدة مؤكدة . وقيل إنها للاستعانة . والشقاق أصله من الشق ، وهو الجانب ، كأنّ كل واحد من الفريقين في جانب غير الجانب الذي فيه الآخر . وقيل : إنه مأخوذ من فعل ما يشقّ ويصعب ، فكل واحد من الفريقين يحرص على فعل ما يشق على صاحبه ، ويصح حمل الآية على كل واحد من المعنيين ، وكذلك قول الشاعر :
وإلا فَاعْلَمُوا أنا وَأنتُمْ *** بُغاةٌ ما بقينا في شِقَاقِ
إلى كَمْ تَقتُل العُلَماءَ قَسْراً *** وتَفخَرُ بِالشِقَاقِ وَبالِنفَاقِ
وقوله : { فسيكفيهم الله } وعد من الله تعالى لنبيه أنه سيكفيه من عانده ، وخالفه من المتولِّين ، وقد أنجز له وعده بما أنزله من بأسه بقريظة ، والنضير ، وبني قينقاع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.