فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُولُوٓاْ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ} (136)

وقوله : { قُولُوا ءَامَنَّا بالله } خطاب للمسلمين ، وأمر لهم بأن يقولوا هذه المقالة ، وقيل إنه خطاب للكفار بأن يقولوا ذلك ، حتى يكونوا على الحق ، والأول أظهر . والأسباط : أولاد يعقوب ، وهم اثنا عشر ولداً ، ولكل واحد منهم من الأولاد جماعة ، والسبط في بني إسرائيل بمنزلة القبيلة في العرب ، وسموا الأسباط من السبط ، وهو : التتابع ، فهم جماعة متتابعون ، وقيل : أصله من السبط بالتحريك ، وهو الشجر ، أي : هم في الكثرة بمنزلة الشجر ، وقيل : الأسباط حفدة يعقوب : أي : أولاد أولاده لا أولاده ؛ لأن الكثرة إنما كانت فيهم دون أولاد يعقوب في نفسه ، فهم أفراد لا أسباط .

وقوله : { لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ منْهُمْ } قال الفراء : معناه لا نؤمن ببعضهم ، ونكفر ببعضهم كما فعلت اليهود ، والنصارى . قال في الكشاف : وأحد في معنى الجماعة ، ولذلك صح دخول بين عليه .

/خ141