وقوله : { صِبْغَةَ الله } قال الأخفش ، وغيره أي : دين الله ، قال : وهي منتصبة على البدل من ملة ، كما قاله الفراء . وقال في الكشاف : إنها مصدر مؤكد منتصب عن قوله : { آمنا بالله } كما انتصب –وعد الله- عما تقدّمه ، وهي فعلة من صبغ كالجلسة من جلس ، وهي : الحالة التي يقع عليها الصبغ ، والمعنى تطهير الله ، لأن الإيمان تطهير النفوس انتهى . وبه قال سيبويه ، أي : كونه مصدراً موكّداً . وقد ذكر المفسرون أن أصل ذلك أن النصارى كانوا يصبغون أولادهم في الماء ، وهو الذي يسمونه المعمودية ، ويجعلون ذلك تطهيراً لهم ، فإذا فعلوا ذلك قالوا : الآن صار نصرانياً حقاً ، فردّ الله عليهم بقوله : { صِبْغَةَ الله } أي : الإسلام ، وسماه صبغة استعارة ، ومنه قول بعض شعراء همدان :
وكلُّ أناس لهم صبغةٌ *** وَصِبغةُ همدان خير الصِبغْ
صبغنا على ذاك أولادنا *** فأكرم بصبغتنا في الصبغ
وقيل : إن الصبغة الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلام بدلاً من معمودية النصارى ، ذكره الماوردي . وقال الجوهري : صبغة الله دينه . وهو يؤيد ما تقدم عن الفراء . وقيل : الصبغة الختان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.