قوله : { سَيَقُولُ } هذا إخبار من الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ، بأن السفهاء من اليهود ، والمنافقين سيقولون هذه المقالة عند أن تتحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة . وقيل إن { سَيَقُولُ } بمعنى : قال ، وإنما عبر عن الماضي بلفظ المستقبل للدلالة على استدامته ، واستمرار عليه ، وقيل : إن الإخبار بهذا الخبر كان قبل التحول إلى الكعبة ، وأن فائدة ذلك أن الإخبار بالمكروه إذا وقع قبل وقوعه كان فيه تهوين لصدمته ، وتخفيف لروعته ، وكسراً لسَوْرته . والسفهاء : جمع سفيه ، وهو : الكذَّاب البَهَّات المعتقد خلاف ما يعلم ، كذا قال بعض أهل اللغة . وقال في الكشاف : هم خفاف الأحلام ، ومثله في القاموس . وقد تقدّم في تفسير قوله : { إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } [ البقرة : 130 ] ما ينبغي الرجوع إليه ، ومعنى : { مَا ولاهم } ما صرفهم { عَن قِبْلَتِهِمُ التى كَانُوا عَلَيْهَا } وهي بيت المقدس . فردّ الله عليهم بقوله : { قُل للَّهِ المشرق والمغرب } فله أن يأمر بالتوجه إلى أيّ جهة شاء . وفي قوله : { يَهْدِى مَن يَشَآء } إشعار بأن تحويل القبلة إلى الكعبة من الهداية للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولأهل ملته إلى الصراط المستقيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.