فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّـٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (257)

قوله : { الله وَلِيُّ الذين ءامَنُوا } الوليّ : فعيل بمعنى فاعل ، وهو الناصر . وقوله : { يُخْرِجُهُم } تفسير للولاية ، أو حال من الضمير في وليّ ، وهذا يدل على أن المراد بقوله : { الذين كَفَرُوا } الذين أرادوا الإيمان ؛ لأن من قد وقع منه الإيمان قد خرج من الظلمات إلى النور إلا أن يراد بالإخراج إخراجهم من الشبه التي تعرض للمؤمنين ، فلا يحتاج إلى تقدير الإرادة ، والمراد بالنور في قوله : { يُخْرِجُونَهُم منَ النور إِلَى الظلمات } ما جاء به أنبياء الله من الدعوة إلى الدين ، فإن ذلك نور للكفار أخرجهم أولياؤهم عنه إلى ظلمة الكفر ، أي : قررهم أولياؤهم على ما هم عليه من الكفر بسبب صرفهم عن إجابة الداعي إلى الله من الأنبياء .

وقيل : المراد : بالذين كفروا هنا : الذين ثبت في علمه تعالى كفرهم يخرجهم أولياؤهم من الشياطين ، ورؤوس الضلال من النور الذي هو فطرة الله التي فطر الناس عليها إلى ظلمات الكفر التي وقعوا فيها بسبب ذلك الإخراج .

/خ257