فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كُلُواْ وَٱرۡعَوۡاْ أَنۡعَٰمَكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ} (54)

وجملة : { كُلُوا وارعوا } في محل نصب على الحال بتقدير القول ، أي قائلين لهم ذلك ، والأمر للإباحة ، يقال : رعت الماشية الكلأ ورعاها صاحبها رعاية ، أي أسامها وسرّحها يجيء لازماً ومتعدّياً . والإشارة بقوله : { إِنَّ فِي ذلك لآيات لأُوْلِى النهي } إلى ما تقدّم ذكره في هذه الآيات ، والنهى : العقول جمع نهية ، وخص ذوي النهى ؛ لأنهم الذين يُنتهى إلى رأيهم . وقيل : لأنهم ينهون النفس عن القبائح ، وهذا كله من موسى ، احتجاج على فرعون في إثبات الصانع جواباً لقوله : { فَمَن ربُّكُمَا يا موسى } .

/خ59