فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كُلُواْ وَٱرۡعَوۡاْ أَنۡعَٰمَكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ} (54)

{ كلوا وارعوا أنعامكم } أي قائلين لهم ذلك والأمر للإباحة وتذكير النعمة والجملة حال ، يقال رعيت الماشية الكلأ ورعاها صاحبها رعاية ، أي أسامها وسرحها ، يجيء لازما ومتعديا ، والأنعام جمع نعم وهي الإبل والبقر والغنم . والمعنى معديها لانتفاعكم بالأكل والعلف آذنين فيه .

{ إن في ذلك } الإشارة إلى ما تقدم ذكره في هذه الآيات { لآيات } أي لعبر { لأولي النهى } جمع نهية وهي العقل ، وسمي به لأنه ينهي صاحبه عن ارتكاب القبائح ، وقيل : إنه اسم مفرد وهو المصدر كالهدى والسرى ، قاله أبو علي وخص ذوي النهى لأنهم الذين ينتهى إلى رأيهم . وقال ابن عباس : لأولي الحجى والعقل وعنه لأولي التقى ، وهذا كله من موسى احتجاج على فرعون في إثبات الصانع جوابا لقوله : فمن ربكما يا موسى ؟ .