والفاء في قوله : { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً } فصيحة ، أي فولوا ، فجعلهم جذاذاً ، الجذّ : القطع والكسر ، يقال : جذذت الشيء قطعته وكسرته ، والواحد : جذاذة ، والجذاذ ما كسر منه . قاله الجوهري . قال الكسائي : ويقال لحجارة الذهب : الجذاذ ؛ لأنها تكسر . قرأ الكسائي والأعمش وابن محيصن : «جذاذاً » بكسر الجيم ، أي كسراً وقطعاً ، جمع جذيذ ، وهو الهشيم ، مثل خفيف وخفاف ، وظريف وظراف . قال الشاعر :
جذذ الأصنام في محرابها *** ذاك في الله العليّ المقتدر
وقرأ الباقون بالضم ، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم ، أي الحطام والرقاق ، فعال بمعنى مفعول ، وهذا هو الكيد الذي وعدهم به . وقرأ ابن عباس وأبو السماك «جذاذاً » بفتح الجيم { إِلاَّ كَبِيراً لهُمْ } أي للأصنام { لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ } أي إلى إبراهيم { يَرْجِعُونَ } فيحاجهم بما سيأتي فيحجهم ؛ وقيل : لعلهم إلى الصنم الكبير يرجعون فيسألونه عن الكاسر ، لأن من شأن المعبود أن يرجع إليه في المهمات ، فإذا رجعوا إليه لم يجدوا عنده خبراً ، فيعلمون حينئذٍ أنها لا تجلب نفعاً ولا تدفع ضرراً ، ولا تعلم بخير ولا شرّ ، ولا تخبر عن الذي ينوبها ؛ من الأمر ، وقيل : لعلهم إلى الله يرجعون ، وهو بعيد جدّاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.