{ مَن كَانَ يَظُنّ أَن لَّن يَنصُرَهُ الله فِي الدنيا والآخرة } قال النحاس : من أحسن ما قيل في هذه الآية أن المعنى : من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السماء } أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له { فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ } وحيلته { مَا يَغِيظُ } من نصر النبيّ صلى الله عليه وسلم . وقيل : المعنى : من كان يظن أن لن ينصر الله محمداً صلى الله عليه وسلم حتى يظهره على الدين كله فليمت غيظاً ، ثم فسره بقوله : { فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السماء } أي فليشدد حبلاً في سقف بيته { ثُمَّ لْيَقْطَعْ } أي ثم ليمد الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقاً ، والمعنى : فليختنق غيظاً حتى يموت ، فإن الله ناصره ومظهره ، ولا ينفعه غيظه ، ومعنى { فلينظر هل يذهبن كيده } أي صنيعه وحيلته ما يغيظ ، أي غيظه ، و«ما » مصدرية . وقيل : إن الضمير في : { ينصره } يعود إلى " من " ، والمعنى : من كان يظنّ أن الله لا يرزقه فليقتل نفسه ، وبه قال أبو عبيدة . وقيل : إن الضمير يعود إلى الدين ، أي من كان يظنّ أن لن ينصر الله دينه . وقرأ الكوفيون بإسكان اللام في «ثم ليقطع » . قال النحاس : وهذه القراءة بعيدة من العربية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.