فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُواْ ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۩} (77)

{ يا أَيُّهَا الذين آمَنُوا اركعوا واسجدوا } أي صلوا الصلاة التي شرعها الله لكم ، وخصّ الصلاة لكونها أشرف العبادات ، ثم عمّم فقال : { وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ } أي افعلوا جميع أنواع العبادة التي أمركم الله بها { وافعلوا الخير } أي ما هو خير ، وهو أعم من الطاعة الواجبة والمندوبة . وقيل : المراد بالخير هنا : المندوبات . ثم علل ذلك بقوله : { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي إذا فعلتم هذه كلها رجوتم الفلاح . وهذه الآية من مواطن سجود التلاوة عند الشافعي ومن وافقه ، لا عند أبي حنيفة ومن قال بقوله ، وقد تقدّم أن هذه السورة فضلت بسجدتين ، وهذا دليل على ثبوت السجود عند تلاوة هذه الآية .

/خ78