بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱرۡكَعُواْ وَٱسۡجُدُواْۤ وَٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمۡ وَٱفۡعَلُواْ ٱلۡخَيۡرَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ۩} (77)

قوله عز وجل : { الأمور يأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ اركعوا واسجدوا } ، يعني : صلوا لله تعالى ؛ وقال : بعض الناس يسجد في هذا الموضع ، يذكر ذلك عن عمر وابن عمر ؛ وروي عن ابن عباس أنه قال : السجدة في الحج في الأولى منهما ، وهذا قول أهل العراق ، لأن السجدة سجدة الصلاة ، بدليل أنها مقرونة بالركوع . معناه : اركعوا واسجدوا في الصلوات المفروضات والتطوع ؛ وروي عن ابن عباس أنه قال : أول ما أسلموا ، كانوا يسجدون بغير ركوع ، فأمرهم الله تعالى بأن يركعوا ويسجدوا . ثم قال : { وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ } ، أي وحدوه وأطيعوه ، { وافعلوا الخير } ؛ أي أكثروا من الطاعات والخيرات ما استطعتم ، وبادروا إليها ؛ ويقال : التسبيحات . { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ، يعني : تنجون من عذاب الله تعالى .