فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَيَضِيقُ صَدۡرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرۡسِلۡ إِلَىٰ هَٰرُونَ} (13)

{ وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ لِسَانِي } معطوفان على { أخاف } أي يضيق صدري لتكذيبهم إياي ، ولا ينطلق لساني بتأدية الرسالة ، قرأ الجمهور برفع { يَضِيقُ } ، { ولا ينطلق } بالعطف على { أخاف } كما ذكرنا ، أو على الاستئناف ، وقرأ يعقوب وعيسى بن عمر وأبو حيوة بنصبهما عطفاً على { يكذبون } .

قال الفراء : كلا القراءتين له وجه ، قال النحاس الوجه . الرفع ، لأن النصب عطف على { يكذبون } وهذا بعيد { فَأَرْسِلْ إلى هارون } أي أرسل إليه جبريل بالوحي ليكون معي رسولاً موازراً مظاهراً معاوناً ، ولم يذكر الموازرة هنا ، لأنها معلومة من غير هذا الموضع ، كقوله في طه : { واجعل لّي وَزِيراً } [ طه : 29 ] ، وفي القصص { أُرْسِلَهُ مَعِىَ رِدْءاً يُصَدّقُنِي } [ القصص : 34 ] . وهذا من موسى عليه السلام من باب طلب المعاونة له بإرسال أخيه ، لا من باب الاستعفاء من الرسالة ، ولا من التوقف عن المسارعة بالامتثال .

/خ22