قوله { والذين لاَ يَدْعُونَ مَعَ الله إلها َآخَرَ } لما فرغ من ذكر إتيانهم بالطاعات شرع في بيان اجتنابهم للمعاصي ، فقال : والذي لا يدعون مع الله سبحانه رباً من الأرباب . والمعنى : لا يشركون به شيئاً ، بل يوحدونه ، ويخلصون له العبادة والدعوة { وَلاَ يَقْتُلُونَ النفس التى حَرَّمَ الله } أي حرّم قتلها { إِلاَّ بالحق } أي بما يحقّ أن تقتل به النفوس من كفر بعد إيمان ، أو زنا بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير نفس { وَلاَ يَزْنُونَ } أي يستحلون الفروج المحرّمة بغير نكاح ، ولا ملك يمين { وَمَن يَفْعَلْ ذلك } أي شيئاً مما ذكر { يَلْقَ } في الآخرة { أَثَاماً } والأثام في كلام العرب العقاب . قال الفراء : آثمه الله يؤثمه أثاماً وآثاماً : أي جازاه جزاء الإثم . وقال عكرمة ومجاهد : إن أثاماً وادٍ في جهنم جعله الله عقاباً للكفرة . وقال السديّ : جبل فيها . وقرىء «يلق » بضم الياء ، وتشديد القاف . قال أبو مسلم : والأثام والإثم واحد ، والمراد هنا جزاء الآثام ، فأطلق اسم الشيء على جزائه . وقرأ الحسن «يلق أياماً » جمع يوم : يعني شدائد ، والعرب تعبر عن ذلك بالأيام ، وما أظنّ هذه القراءة تصح عنه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.