فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ} (3)

{ لَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ } أي قاتل نفسك ومهلكها { أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } أي لعدم إيمانهم بما جئت به ، والبخع في الأصل : أن يبلغ بالذبح النخاع بالنون قاموس ، وهو عرق في القفا ، وقد مضى تحقيق هذا في سورة الكهف ، وقرأ قتادة : " باخع نفسك " بالإضافة . قرأ الباقون بالقطع قال : الفراء : " أن " في قوله : { أن لاَ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } في موضع نصب لأنها جزاء قال النحاس : وإنما يقال : " إن " مكسورة لأنها جزء هكذا التعارف ، والقول في هذا ما قاله الزجاج في كتابه في القرآن إنها في موضع نصب مفعول لأجله ، والمعنى : لعلك قاتل نفسك لتركهم الإيمان ، وفي هذا تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه كان حريصاً على إيمان قومه شديد الأسف لما يراه من إعراضهم .