قوله : { وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلاَ يَنطَلِقُ }{[36936]} الجمهور على الرفع ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه مستأنف{[36937]} ، أخبر بذلك .
والثاني : أنه معطوف على خبر «إِنَّ »{[36938]} وقرأ زيدُ بن عليّ ، وطلحة ، وعيسى ، والأعمش بالنصب فيهما{[36939]} . والأعرج بنصب الأول ورفع الثاني{[36940]} . فالنصب عطف على صلة «أَنْ »{[36941]} فتكون الأفعال الثلاثة : «يُكَذِّبُونِ »{[36942]} وَ «يَضِيقُ » ، وَ «لاَ يَنْطَلِقُ » في حيِّز الخوف .
قال الزمخشري : «والفرق بينهما{[36943]} ، أي : الرفع والنصب ، أَنَّ الرفع{[36944]} يفيد أن فيه ثلاث عللٍ : خوفُ التكذيب ، وضيق الصدر ، وامتناع انطلاق اللسان ، والنصبُ على أنَّ خوفه متعلق بهذه الثلاثة . فإن قلت : في النصب تعليق الخوف بالأمور الثلاثة ، وفي جُمْلَتِهَا نَفْيُ انطلاق اللسان ، وحقيقه الخوف إِنَّما يلحق الإنسان لأمر سيقع ، وذلك كان واقعاً ، فكيف جاز تعليق الخوف به ؟ قلت : قد عَلَّقَ الخوف بتكذيبهم ، وبما يحصل له من ضيق الصدر ، والحُبْسَة في اللسان زائدة على ما كان به ، على أن تلك الحُبْسَة التي كانت به زالت بدعوته . وقيل : بقيتْ منها بقيَّة يسيرة . فإن قلت : اعتذارك هذا يردّه الرفع ، لأنّ المعنى : إِنِّي خائفٌ ضيِّقُ الصدرِ غيرُ مُنْطَلِق اللسان ؟ قلت : يجوز أن يكون هذا قبل الدعوة واستجابتها ويجوز أن يريد القدر اليسير الذي بقي »{[36945]} .
قوله : «فَأَرْسِلْ » أي : فأرسل جبريلَ أو الملكَ ، فحذف المفعول به ، أي : ليؤازرني ويظاهرني على تبليغ الرسالة{[36946]} . قيل : إن الله تعالى أرسل موسى{[36947]} .
قال السُّدِّيّ : إن موسى - عليه السلام{[36948]} - سار بأهله إلى مصر ، والتقى بهارون وهو لا يعرفه ، فقال : أنا موسى ، فتعارفا ، وأمره أن ينطلق معه إلى فرعون لأداء الرسالة{[36949]} . وقيل : أرسل جبريل إليه كما يرسل إلى الأنبياء - عليهم السلام -{[36950]} فلما كان متعيناً لهذا الأمر حذف ذكر المرسل لكونه معلوماً{[36951]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.