فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (38)

وقال فرعون : { يا أيها الملأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إله غَيْرِي } تمسك اللعين بمجرّد الدعوى الباطلة مغالطة لقومه منه ، وقد كان يعلم أنه ربه الله عزّ وجلّ ، ثم رجع إلى تكبره ، وتجبره ، وإيهام قومه بكمال اقتداره فقال : { فَأَوْقِدْ لِي يا هامان عَلَى الطين } أي اطبخ لي الطين حتى يصير آجرًّا { فاجعل لّي صَرْحاً } أي اجعل لي من هذا الطين الذي توقد عليه حتى يصير آجرًّا صرحاً : أي قصراً عالياً { لَّعَلّي أَطَّلِعُ إلى إله موسى } أي أصعد إليه { وَإِنّى لأظُنُّهُ مِنَ الكاذبين } والطلوع والإطلاع واحد ، يقال : طلع الجبل واطلع .

/خ43