قوله : { ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذلة } قد تقدم في البقرة معنى هذا التركيب . والمعنى : صارت الذلة محيطة بهم في كل حال ، وعلى كل تقدير في أي مكان وجدوا { إِلاَّ بِحَبْلٍ من الله } أي : إلا أن يعتصموا بحبل من الله ، قاله الفراء : أي : بذمة الله ، أو بكتابه { وَحَبْلٍ منَ الناس } أي : بذمة من الناس ، وهم المسلمون ، وقيل المراد بالناس : النبي صلى الله عليه وسلم { وَبَاءوا } أي : رجعوا { بِغَضَبٍ منَ الله } وقيل : احتملوا ، وأصل معناه في اللغة اللزوم ، والاستحقاق ، أي : لزمهم غضب من الله هم مستحقون له . ومعنى ضرب المسكنة : إحاطتها بهم من جميع الجوانب ، وهكذا حال اليهود ، فإنهم تحت الفقر المدقع ، والمسكنة الشديدة إلا النادر الشاذ منهم . والإشارة بقوله { ذلك } إلى ما تقدم من ضرب الذلة ، والمسكنة ، والغضب ، أي : وقع عليهم ذلك بسبب أنهم كانوا يكفرون بآيات الله ، ويقتلون الأنبياء بغير حق ، والإشارة بقوله : { ذلك } إلى الكفر ، وقتل الأنبياء بسبب عصيانهم لله ، واعتدائهم لحدوده . ومعنى الآية : أن الله ضرب عليهم الذلة ، والمسكنة ، والبواء بالغضب منه لكونهم كفروا بآياته ، وقتلوا أنبياءه بسبب عصيانهم ، واعتدائهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.