فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ} (109)

والمراد بما في السماوات ، وما في الأرض مخلوقاته سبحانه ، أي : له ذلك يتصرف فيه كيف يشاء ، وعلى ما يريد ، وعبر ب " ما " تغليباً لغير العقلاء على العقلاء لكثرتهم ، أو لتنزيل العقلاء منزلة غيرهم . قال المهدوي : وجه اتصال هذا بما قبله أنه لما ذكر أحوال المؤمنين ، والكافرين ، وأنه لا يريد ظلماً للعالمين ، وصله بذكر اتساع قدرته ، وغناه عن الظلم لكون ما في السماوات ، وما في الأرض في قبضته ، وقيل : هو ابتداء كلام يتضمن البيان لعباده بأن جميع ما في السماوات ، وما في الأرض له حتى يسألوه ، ويعبدوه ، ولا يعبدوا غيره . وقوله : { وَإِلَى الله تُرْجَعُ الأمور } أي : لا إلى غيره ، لا شركة ، ولا استقلالاً .