{ وَمِنْ ءاياته يُرِيكُمُ البرق خَوْفاً وَطَمَعاً } المعنى : أن يريكم ، فحذف " أن " لدلالة الكلام عليه كما قال طرفة :
ألا أيهذا اللائمي أحضر الوغى *** وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي ؟
والتقدير : أن أحضر ، فلما حذف الحرف في الآية والبيت بطل عمله ، ومنه المثل المشهور : " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " وقيل : هو على التقديم ، والتأخير ، أي ويريكم البرق من آياته ، فيكون من عطف جملة فعلية على جملة إسمية ، ويجوز أن يكون { يريكم } صفة لموصوف محذوف ، أي ومن آياته آية يريكم بها ، وفيها البرق ، وقيل : التقدير ، ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً من آياته . قال الزجاج : فيكون من عطف جملة على جملة . قال قتادة : خوفاً للمسافر ، وطمعاً للمقيم . وقال الضحاك : خوفاً من الصواعق ، وطمعاً في الغيث . وقال يحيى بن سلام : خوفاً من البرد أن يهلك الزرع ، وطمعاً في المطر أن يحيي الزرع . وقال ابن بحر : خوفاً أن يكون البرق برقاً خلباً لا يمطر ، وطمعاً أن يكون ممطراً ، وأنشد :
لا يكن برقك برقاً خلبا *** إن خير البرق ما الغيث معه
وانتصاب { خوفاً } و { طمعاً } على العلة { وَيُنَزّلُ مِنَ السماء مَاء فَيُحْىِ بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا } أي يحييها بالنبات بعد موتها باليباس { إِنَّ فِي ذلك لآيات لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } فإن من له نصيب من العقل يعلم أن ذلك آية يستدلّ بها على القدرة الباهرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.