ثم أظهر سبحانه فضيلتهنّ على سائر النساء تصريحاً ، فقال : { يا نساء النبي لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مّنَ النساء } قال الزجاج : لم يقل كواحدة من النساء ؛ لأن أحد نفي عام للمذكر والمؤنث والواحد والجماعة . وقد يقال : على ما ليس بآدميّ كما يقال : ليس فيها أحد لا شاة ولا بعير . والمعنى : لستنّ كجماعة واحدة من جماعات النساء في الفضل والشرف . ثم قيد هذا الشرف العظيم بقيد فقال : { إِنِ اتقيتن } فبين سبحانه أن هذه الفضيلة لهنّ إنما تكون بملازمتهنّ للتقوى ، لا لمجرّد اتصالهنّ بالنبيّ صلى الله عليه وسلم . وقد وقعت منهنّ ولله الحمد التقوى البينة ، والإيمان الخالص ، والمشي على طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته . وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه ، أي إن اتقيتنّ فلستنّ كأحد من النساء . وقيل إن جوابه { فَلاَ تَخْضَعْنَ } والأوّل أولى . ومعنى { فَلاَ تَخْضَعْنَ بالقول } لا تلنّ القول عند مخاطبة الناس كما تفعله المريبات من النساء ، فإنه يتسبب عن ذلك مفسدة عظيمة ، وهي قوله : { فَيَطْمَعَ الذي في قَلْبِهِ مَرَضٌ } أي فجور وشك ونفاق ، وانتصاب { يطمع } لكونه جواب النهي . كذا قرأ الجمهور . وحكى أبو حاتم أن الأعرج قرأ : { فيطمع } بفتح الياء وكسر الميم . قال النحاس : أحسب هذا غلطاً ، ورويت هذه القراءة عن أبي السمأل وعيسى بن عمر وابن محيصن ، وروي عنهم : أنهم قرؤوا بالجزم عطفاً على محل فعل النهي { وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } عند الناس بعيداً من الريبة على سنن الشرع ، لا ينكر منه سامعه شيئاً ، ولا يطمع فيهنّ أهل الفسق والفجور بسببه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.