فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (49)

{ قُلْ جَاء الحق } أي الإسلام والتوحيد . وقال قتادة : القرآن . وقال النحاس : التقدير صاحب الحقّ ، أي الكتاب الذي فيه البراهين والحجج .

وأقول : لا وجه لتقدير المضاف ، فإن القرآن قد جاء كما جاء صاحبه . { وَمَا يُبْدِىء الباطل وَمَا يُعِيدُ } أي ذهب الباطل ذهاباً لم يبق منه إقبال ، ولا إدبار ، ولا إبداء ، ولا إعادة . قال قتادة : الباطل هو الشيطان ، أي ما يخلق لشيطان ابتداء ولا يبعث ، وبه قال مقاتل والكلبي . وقيل : يجوز أن تكون ما استفهامية ، أي أيّ شيء يبديه ، وأيّ شيء يعيده ؟ والأوّل أولى .

/خ50