{ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً واحدة } أي إن كانت العقوبة ، أو النقمة ، أو الأخذة إلاّ صيحة واحدة صاح بها جبريل فأهلكهم . قال المفسرون : أخذ جبريل بعضادتي باب المدينة ، ثم صاح بهم صيحة ، فإذا هم ميتون لا يسمع لهم حسّ كالنار إذا طفئت ، وهو معنى قوله : { فَإِذَا هُمْ خامدون } أي قوم خامدون ميتون ، شبههم بالنار إذا طفئت ؛ لأن الحياة كالنار الساطعة ، والموت كخمودها . قرأ الجمهور { صيحة } بالنصب على أن كان ناقصة ، واسمها ضمير يعود إلى ما يفهم من السياق كما قدّمنا . وقرأ أبو جعفر ، وشيبة ، والأعرج ، ومعاذ القارئ برفعها على أن كان تامة : أي وقع ، وحدث ، وأنكر هذه القراءة أبو حاتم ، وكثير من النحويين بسبب التأنيث في قوله : { إِن كَانَتْ } قال أبو حاتم : فلو كان كما قرأ أبو جعفر لقال : " إن كان إلاّ صيحة " ، وقدّر الزجاج هذه القراءة بقوله : إن كانت عليهم صيحة إلاّ صيحة واحدة ، وقدّرها غيره : ما وقعت عليهم إلاّ صيحة واحدة . وقرأ عبد الله بن مسعود " إن كانت إلاّ زقية واحدة " ، والزقية : الصيحة ، قال النحاس : وهذا مخالف للمصحف ، وأيضاً . فإن اللغة المعروفة : زقا يزقو إذا صاح . ومنه المثل ( أثقل من الزواقي ) ، فكان يجب على هذا أن تكون زقوة ، ويجاب عنه بما ذكره الجوهري قال : الزقو والزقي مصدر ، وقد زقا الصدا يزقو . زقا : أي صاح : وكل صائح زاق ، والزقية : الصيحة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.