ثم أمر الله سبحانه رسوله : بإنذار عباده ، فقال : { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الأزفة } أي يوم القيامة سميت بذلك لقربها ، يقال : أزف فلان ، أي : قرب يأزف أزفاً ، ومنه قول النابغة :
أزف الترحل غير أن ركابنا *** لما تزل بركابنا وكأن قد
ومنه قوله تعالى : { أَزِفَتِ الآزفة } [ النجم : 57 ] أي قربت الساعة . وقيل : إن يوم الآزفة هو يوم حضور الموت ، والأوّل أولى . قال الزجاج : وقيل لها آزفة ؛ لأنها قريبة ، وإن استبعد الناس أمرها ، وما هو كائن ، فهو قريب { إِذِ القلوب لَدَى الحناجر كاظمين } وذلك أنها تزول عن مواضعها من الخوف حتى تصير إلى الحنجرة كقوله : { وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر } [ الأحزاب : 10 ] . { كاظمين } مغمومين مكروبين ممتلئين غمًّا . قال الزجاج : المعنى إذ قلوب الناس لدى الحناجر في حال كظمهم . قال قتادة : وقعت قلوبهم في الحناجر من المخافة ، فهي لا تخرج ، ولا تعود في أمكنتها . وقيل : هو إخبار عن نهاية الجزع ، وإنما قال كاظمين باعتبار أهل القلوب ، لأن المعنى : إذ قلوب الناس لدى حناجرهم ، فيكون حالاً منهم . وقيل : حالاً من القلوب ، وجمع الحال منها جمع العقلاء ؛ لأنه أسند إليها ما يسند إلى العقلاء فجمعت جمعه . ثم بين سبحانه : أنه لا ينفع الكافرين في ذلك اليوم أحد ، فقال : { مَا للظالمين مِنْ حَمِيمٍ } أي قريب ينفعهم { وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } في شفاعته لهم ، ومحل { يطاع } الجر على أنه صفة ل{ شفيع } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.