لما خوّفهم سبحانه بأحوال الآخرة أردفه ببيان تخويفهم بأحوال الدنيا ، فقال : { أَوَ لَمْ يَسِيروُاْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } أرشدهم سبحانه إلى الاعتبار بغيرهم ، فإن الذين مضوا من الكفار { كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } من هؤلاء الحاضرين من الكفار وأقوى { وَآثَاراً فِي الأرض } بما عمروا فيها من الحصون والقصور ، وبما لهم من العدد والعدّة ، فلما كذبوا رسلهم أهلكهم الله . وقوله : { فَيَنظُرُواْ } إما مجزوم بالعطف على يسيروا ، أو منصوب بجواب الاستفهام ، وقوله : { كَانُواْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } بيان للتفاوت بين حال هؤلاء وأولئك . وقوله : { وَءاثَاراً } عطف على قوّة . قرأ الجمهور : { أشد منهم } ، وقرأ ابن عامر : " أشد منكم " على الالتفات { فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ } أي بسبب ذنوبهم { وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ } أي من دافع يدفع عنهم العذاب ، وقد مرّ تفسير هذه الآية في مواضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.