فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَخَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ أَكۡبَرُ مِنۡ خَلۡقِ ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (57)

ثم بيّن سبحانه عظيم قدرته ، فقال : { لَخَلْقُ السموات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس } أي أعظم في النفوس ، وأجلّ في الصدور ، لعظم أجرامهما ، واستقرارهما من غير عمد ، وجريان الأفلاك بالكواكب من غير سبب ، فكيف ينكرون البعث ، وإحياء ما هو دونهما من كل وجه كما في قوله : { أَوَ لَيْسَ الذي خَلَقَ السموات والأرض بقادر على أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم } [ يس : 81 ] قال أبو العالية : المعنى لخلق السماوات والأرض أعظم من خلق الدجال حين عظمته اليهود . وقال يحيى بن سلام : هو احتجاج على منكري البعث ، أي هما أكبر من إعادة خلق الناس { ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ } بعظيم قدرة الله وأنه لا يعجزه شيء .

/خ65