فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَسۡـَٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ} (45)

{ وَاسْئلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرحمن ءالِهَةً يُعْبَدُونَ } قال الزهري ، وسعيد بن جبير ، وابن زيد : إن جبريل قال ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم لما أسري به . فالمراد : سؤال الأنبياء في ذلك الوقت عند ملاقاته لهم ، وبه قال جماعة من السلف . وقال المبرد ، والزجاج ، وجماعة من العلماء : إن المعنى واسأل أمم من قد أرسلنا . وبه قال مجاهد ، والسدّي ، والضحاك ، وقتادة ، وعطاء ، والحسن . ومعنى الآية على القولين : سؤالهم هل أذن الله بعبادة الأوثان في ملة من الملل ، وهل سوّغ ذلك لأحد منهم ؟ والمقصود : تقريع مشركي قريش بأن ما هم عليه لم يأت في شريعة من الشرائع .

/خ45