وقوله : { إِنَّا أنزلناه في لَيْلَةٍ مباركة } جواب القسم ، وإن جعلت الجواب { حم } كانت هذه الجملة مستأنفة ، وقد أنكر بعض النحويين أن تكون هذه الجملة جواباً للقسم ، لأنها صفة للمقسم به ، ولا تكون صفة المقسم به جواباً للقسم ، وقال : الجواب { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } ، واختاره ابن عطية ، وقيل : إن قوله : { إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ } جواب ثانٍ ، أو جملة مستأنفة مقرّرة للإنزال ، وفي حكم العلة له كأنه قال : إنا أنزلناه لأن من شأننا الإنذار والضمير في { أنزلناه } راجع إلى الكتاب المبين ، وهو القرآن . وقيل : المراد بالكتاب : سائر الكتب المنزّلة والضمير في { أنزلناه } راجع إلى القرآن على معنى : أنه سبحانه أقسم بسائر الكتب المنزّلة : أنه أنزل القرآن ، والأوّل أولى . والليلة المباركة : ليلة القدر كما في قوله : { إِنَّا أنزلناه في لَيْلَةِ القدر } [ القدر : 1 ] ولها أربعة أسماء : الليلة المباركة ، وليلة البراءة ، وليلة الصكّ ، وليلة القدر . قال عكرمة : الليلة المباركة هنا : ليلة النصف من شعبان . وقال قتادة : أنزل القرآن كله في ليلة القدر من أمّ الكتاب ، وهو اللوح المحفوظ إلى بيت العزّة في سماء الدنيا ، ثم أنزله الله سبحانه على نبيه صلى الله عليه وسلم في الليالي والأيام في ثلاث وعشرين سنة ، وقد تقدّم تحقيق الكلام في هذا في البقرة عند قوله : { شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنزِلَ فِيهِ القرآن } [ البقرة : 185 ] وقال مقاتل : كان ينزل من اللوح كل ليلة قدر من الوحي على مقدار ما ينزل به جبريل في السنة إلى مثلها من العام . ووصف الله سبحانه هذه الليلة ، بأنها مباركة لنزول القرآن فيها ، وهو مشتمل على مصالح الدين والدنيا ، ولكونها تتنزّل فيها الملائكة ، والروح كما سيأتي في سورة القدر ، ومن جملة بركتها ما ذكره الله سبحانه هاهنا بقوله : { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.