فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ} (10)

{ فارتقب يَوْمَ تَأْتِى السماء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها ، لأن كونهم في شك ولعب يقتضي ذلك ؛ والمعنى فانتظر لهم يا محمد يوم تأتي السماء بدخان مبين ، وقيل المعنى : احفظ قولهم هذا لتشهد عليهم يوم تأتي السماء بدخان مبين .

وقد اختلف في هذا الدخان المذكور في الآية متى يأتي ؟ فقيل : إنه من أشراط الساعة ، وأنه يمكث في الأرض أربعين يوماً . وقد ثبت في الصحيح : أنه من جملة العشر الآيات التي تكون قبل قيام الساعة ، وقيل : إنه أمر قد مضى ، وهو ما أصاب قريشاً بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان الرجل يرى بين السماء والأرض دخاناً ، وهذا ثابت في الصحيحين وغيرهما : وذلك حين دعا عليهم النبي بسنين كسني يوسف ، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام ، وكان الرجل ينظر إلى السماء ، فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد ، وقيل : إنه يوم فتح مكة ، وسيأتي في آخر البحث بيان ما يدلّ على هذه الأقوال .

/خ16