لما بيّن سبحانه أن في الإنس من آمن ، وفيهم من كفر ، بيّن أيضاً أن في الجنّ كذلك ، فقال : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مّنَ الجن } العامل في الظرف مقدّر : أي واذكر إذ صرفنا . أي وجهنا إليك نفراً من الجنّ ، وبعثناهم إليك ، وقوله : { يَسْتَمِعُونَ القرءان } في محل نصب صفة ثانية ل { نفراً } أو حال لأن النكرة قد تخصصت بالصفة الأولى { فَلَمَّا حَضَرُوهُ } أي حضروا القرآن عند تلاوته ، وقيل : حضروا النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ويكون في الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة ، والأول أولى { قَالُواْ أَنصِتُواْ } أي قال بعضهم لبعض : اسكتوا ، أمروا بعضهم بعضاً بذلك ؛ لأجل أن يسمعوا { فَلَمَّا قُضِىَ } قرأ الجمهور { قُضِيَ } مبنياً للمفعول : أي فرغ من تلاوته . وقرأ حبيب بن عبيد الله بن الزبير ، ولاحق بن حميد ، وأبو مجلز على البناء للفاعل : أي فرغ النبيّ صلى الله عليه وسلم من تلاوته ، والقراءة الأولى تؤيد أن الضمير في { حَضَرُوهُ } للقرآن ، والقراءة الثانية تؤيد أنه للنبيّ صلى الله عليه وسلم { وَلَّوْاْ إلى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ } أي انصرفوا قاصدين إلى من وراءهم من قومهم منذرين لهم عن مخالفة القرآن ، ومحذرين لهم ، وانتصاب : { منذرين } على الحال المقدّرة ، أي مقدّرين الإنذار ، وهذا يدل على أنهم آمنوا بالنبيّ ، وسيأتي في آخر البحث بيان ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.