{ هَاأَنتُمْ هَؤُلاَء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ الله } أي ها أنتم هؤلاء أيها المؤمنون تدعون لتنفقوا في الجهاد وفي طريق الخير { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ } بما يطلب منه ، ويدعى إليه من الإنفاق في سبيل الله ، وإذا كان منكم من يبخل باليسير من المال ، فكيف لا تبخلون بالكثير وهو جميع الأموال ؟ ثم بيّن سبحانه أن ضرر البخل عائد على النفس فقال : { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } أي يمنعها الأجر والثواب ببخله ، وبخل يتعدى بعلى تارة وبعن أخرى . وقيل : إن أصله أن يتعدى بعلى ، ولا يتعدى بعن إلاّ إذا ضمن معنى الإمساك { والله الغنى } المطلق المتنزّه عن الحاجة إلى أموالكم { وَأَنتُمُ الفقراء } إلى الله ، وإلى ما عنده من الخير والرحمة ، وجملة : { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } معطوفة على الشرطية المتقدّمة ، وهي : { وإن تؤمنوا } ، والمعنى : وإن تعرضوا عن الإيمان والتقوى ، يستبدل قوماً آخرين يكونون مكانكم هم أطوع لله منكم { ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أمثالكم } في التولي عن الإيمان والتقوى . قال عكرمة : هم فارس والروم . وقال الحسن : هم العجم . وقال شريح بن عبيد : هم أهل اليمن ، وقيل : الأنصار ، وقيل : الملائكة ، وقيل : التابعون . وقال مجاهد : هم من شاء الله من سائر الناس . قال ابن جرير : والمعنى : { ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أمثالكم } في البخل بالإنفاق في سبيل الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.