أمره الله سبحانه بأن يخبرهم لما كثر اقتراحهم عليه وتعنتهم بإنزال الآيات التي تضطرهم إلى الإيمان ، أنه لم يكن عنده خزائن الله حتى يأتيهم بما اقترحوه من الآيات ، والمراد خزائن قدرته التي تشتمل على كل شيء من الأشياء ويقول لهم : إنه لا يعلم الغيب حتى يخبرهم به ويعرّفهم بما سيكون في مستقبل الدهر { وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنّي مَلَك } حتى تكلفوني من الأفعال الخارقة للعادة مالا يطيقه البشر . وليس في هذا ما يدل على أن الملائكة أفضل من الأنبياء . وقد اشتغل بهذه المفاضلة قوم من أهل العلم ، ولا يترتب على ذلك فائدة دينية ولا دنيوية . بل الكلام في مثل هذا من الاشتغال بما لا يعني ، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ } أي ما أتبع إلا ما يوحيه الله إليّ . وقد تمسك بذلك من لم يثبت اجتهاد الأنبياء عملاً بما يفيده القصر في هذه الآية ، والمسألة مدوّنة في الأصول والأدلة عليها معروفة . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أوتيت القرآن ومثله معه » { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعمى والبصير } هذا الاستفهام للإنكار ، والمراد : أنه لا يستوي الضالّ والمهتدي ، أو المسلم الكافر أو من اتبع ما أوحي إليه ومن لم يتبعه ، والكلام تمثيل : { أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ } في ذلك حتى تعرفوا عدم الاستواء بينهما ، فإنه بين لا يلتبس على من له أدنى عقل ، وأقلّ تفكر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.