قوله : { وَإِذَا جَاءكَ الذين يُؤْمِنُونَ بآياتنا } هم الذين نهاه الله عن طردهم وهم المستضعفون من المؤمنين ، كما سيأتي بيانه : { فَقُلْ سلام عَلَيْكُمْ } أمره الله بأن يقول لهم هذا القول تطييباً لخواطرهم ، وإكراماً لهم . والسلام ، والسلامة : بمعنى واحد ، فمعنى سلام عليكم : سلمكم الله . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية إذا رآهم بدأهم بالسلام . وقيل : إن هذا السلام هو من جهة الله ، أي أبلغهم منا السلام . قوله : { كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة } أي أوجب ذلك إيجاب فضل وإحسان . وقيل : كتب ذلك في اللوح المحفوظ . قيل : هذا من جملة ما أمره الله سبحانه بإبلاغه إلى أولئك الذين أمره بإبلاغ السلام إليهم تبشيراً بسعة مغفرة الله ، وعظيم رحمته .
قوله : { أَنَّهُ من عَمِلَ مِنكُمْ سُوءا بِجَهَالَةٍ } قرأ ابن عامر ، وعاصم ، ونافع بفتح " أن " من { أنه } ، وقرأ الباقون بكسرها . فعلى القراءة الأولى : تكون هذه الجملة بدلاً من الرحمة ، أي كتب ربكم على نفسه أنه من عمل إلى آخره . وعلى القراءة الثانية : تكون هذه الجملة مفسرة للرحمة بطريق الاستئناف وموضع بجهالة النصب على الحال ، أي عمله وهو جاهل . قيل : والمعنى أنه فعل فعل الجاهلين ؛ لأن من عمل ما يؤدي إلى الضرر في العاقبة مع علمه بذلك أو ظنه ، فقد فعل فعل أهل الجهل والسفه ، لا فعل أهل الحكمة والتدبير . وقيل المعنى : أنه عمل ذلك وهو جاهل لما يتعلق به من المضرة ، فتكون فائدة التقييد بالجهالة الإيذان بأن المؤمن لا يباشر ما يعلم أنه يؤدي إلى الضرر .
قوله : { ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ } أي من بعد عمله { وَأَصْلَحَ } ما أفسده بالمعصية ، فراجع الصواب وعمل الطاعة { فَإنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . قرأ ابن عامر ، وعاصم ، بفتح الهمزة من «فإنه » ، وقرأ الباقون الكسر . فعلى القراءة الأولى تكون أن وما بعدها خبر مبتدأ محذوف ، أي فأمره أن الله غفور رحيم ، وهذا اختيار سيبويه ، واختار أبو حاتم أن الجملة في محل رفع على الابتداء ، والخبر مضمر ، كأنه قيل : فله { أَنَّهُ غَفُور رَّحِيم } قال لأن المبتدأ هو ما بعد الفاء . وأما على القراءة الثانية : فالجملة مستأنفة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.