فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَءَاخَرِينَ مِنۡهُمۡ لَمَّا يَلۡحَقُواْ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

{ وَءاخَرِينَ مِنْهُمْ } معطوف على الأميين : أي بعث في الأميين ، وبعث في آخرين منهم { لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } ذلك الوقت ، وسيلحقون بهم من بعد ، أو هو معطوف على المفعول الأوّل في { يعلمهم } أي ويعلم آخرين ، أو على مفعول { يزكيهم } : أي يزكيهم ويزكي آخرين منهم ، والمراد بالآخرين : من جاء بعد الصحابة إلى يوم القيامة ، وقيل : المراد بهم من أسلم من غير العرب . وقال عكرمة : هم التابعون . وقال مجاهد : هم الناس كلهم وكذا قال ابن زيد والسديّ ، وجملة : { لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ } صفة ل { آخرين } ، والضمير في «منهم » و «لهم » راجع إلى الأميين ، وهذا يؤيد أن المراد بالآخرين هم من يأتي بعد الصحابة من العرب خاصة إلى يوم القيامة ، وهو صلى الله عليه وسلم وإن كان مرسلاً إلى جميع الثقلين ، فتخصيص العرب ها هنا لقصد الامتنان عليهم ، وذلك لا ينافي عموم الرسالة ، ويجوز أن يراد بالآخرين : العجم لأنهم وإن لم يكونوا من العرب فقد صاروا بالإسلام منهم والمسلمون كلهم أمة واحدة وإن اختلفت أجناسهم { وَهُوَ العزيز الحكيم } أي بليغ العزة والحكمة .

/خ8