قوله : { وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الألواح مِن كُلّ شَيْء مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لّكُلّ شَيْء } من كل شيء : أي من كل ما يحتاج إليه بنو إسرائيل في دينهم ودنياهم . وهذه الألواح : هي التوراة . قيل : كانت من زمردة خضراء . وقيل : من ياقوتة حمراء ، وقيل : من زبرجد ، وقيل : من صخرة صماء . وقد اختلف في عدد الألواح ، وفي مقدار طولها وعرضها . والألواح : جمع لوح ، وسمي لوحاً لكونه تلوح فيه المعاني . وأسند الله سبحانه الكتابة إلى نفسه تشريفاً للمكتوب في الألواح ، وهي مكتوبة بأمره سبحانه . وقيل : هي كتابة خلقها الله في الألواح .
و{ مِن كُلّ شَيْء } في محل نصب على أنه مفعول { كَتَبْنَا } و { مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً } بدل من محل كل شيء ، أي موعظة لمن يتعظ بها من بني إسرائيل وغيرهم ، وتفصيلاً للأحكام المحتاجة إلى التفصيل { فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ } أي : خذ الألواح بقوّة ، أي بجدّ ونشاط . وقيل الضمير عائد إلى الرسالات ، أو إلى كل شيء ، أو إلى التوراة . قيل : وهذا الأمر على إضمار القول ، أي فقلنا له خذها . وقيل : إن { فَخُذْهَا } بدل من قوله : { فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ } { وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا } أي بأحسن ما فيها بما أجره أكثر من غيره ، وهو مثل قوله تعالى : { اتبعوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مّن رَّبّكُمْ } ، وقوله : { فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } ، ومن الأحسن الصبر على الغير والعفو عنه ، والعمل بالعزيمة دون الرخصة ، وبالفريضة دون النافلة ، وفعل المأمور به ، وترك المنهيّ عنه .
قوله : { سَأُوْرِيكُمْ دَارَ الفاسقين } قيل : هي أرض مصر التي كانت لفرعون وقومه . وقيل منازل عاد وثمود . وقيل هي جهنم . وقيل منازل الكفار من الجبابرة والعمالقة ليعتبروا بها . وقيل الدار : الهلاك . والمعنى : سأريكم هلاك الفاسقين . وقد تقدّم تحقيق معنى الفسق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.