{ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } أي لنختبرهم ، فنعلم كيف شكرهم على تلك النعم . وقال الكلبي : المعنى وأن لو استقاموا على الطريقة التي هم عليها من الكفر ، فكانوا كلهم كفاراً ، لأوسعنا أرزاقهم مكراً بهم واستدراجاً حتى يفتنوا بها ، فنعذبهم في الدنيا والآخرة . وبه قال الربيع بن أنس وزيد بن أسلم وابنه عبد الرحمن والثمالي ويمان بن زيان وابن كيسان وأبو مجلز ، واستدلوا بقوله : { فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلّ شَيْء } [ الأنعام : 44 ] ، وقوله : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ الناس أُمَّةً واحدة لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بالرحمن لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مّن فِضَّةٍ } [ الزخرف : 33 ] الآية ، والأوّل أولى { وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } أي ومن يعرض عن القرآن ، أو عن العبادة ، أو عن الموعظة ، أو عن جميع ذلك يسلكه : أي يدخله عذاباً صعداً : أي شاقاً صعباً .
قرأ الجمهور : «نَسْلُكْهُ » بالنون مفتوحة . وقرأ الكوفيون وأبو عمرو في رواية عنه بالياء التحتية ، واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم لقوله : { عَن ذِكْرِ رَبّهِ } ولم يقل «عن ذكرنا » . وقرأ مسلم بن جندب وطلحة بن مصرّف والأعرج بضم النون وكسر اللام من أسلكه ، وقراءة الجمهور من سلكه . والصعد في اللغة المشقة ، تقول تصعد بي الأمر : إذا شقّ عليك ، وهو مصدر صعد ، يقال : صعد صعداً وصعوداً ، فوصف به العذاب مبالغة ، لأنه يتصعد المعذب : أي يعلوه ويغلبه فلا يطيقه . قال أبو عبيد : الصعد مصدر : أي عذاباً ذا صعد . وقال عكرمة : الصعد هو صخرة ملساء في جهنم يكلف صعودها ، فإذا انتهى إلى أعلاها حدر إلى جهنم ، كما في قوله : { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } [ المدثر : 17 ] والصعود : العقبة الكئود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.