قوله : { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ الله بأفواههم } هذا كلام يتضمن ذكر نوع آخر من أنواع ضلالهم وبعدهم عن الحق ، وهو ما راموه من إبطال الحق بأقاويلهم الباطلة ، التي هي مجرّد كلمات ساذجة ، ومجادلات زائفة ، وهذا تمثيل لحالهم في محاولة إبطال دين الحق ، ونبوّة نبيّ الصدق ، بحال من يريد أن ينفخ في نور عظيم قد أنارت به الدنيا ، وانقشعت به الظلمة ، ليطفئه ويذهب أضواءه { ويأبى الله إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ } أي : دينه القويم . وقد قيل : كيف دخلت إلا الاستثنائية على يأبى ، ولا يجوز كرهت أو بغضت إلا زيداً . قال الفراء : إنما دخلت لأن في الكلام طرفاً من الجحد . وقال الزجاج : إن العرب تحذف مع أبى ، والتقدير : ويأبى الله كل شيء إلا أن يتم نوره . وقال علي بن سليمان : إنما جاز هذا في أبى ، لأنها منع أو امتناع فضارعت النفي ، قال النحاس : وهذا أحسن . كما قال الشاعر :
وهل لي أمّ غيرها إن تركتها *** أبى الله إلا أن أكون لها ابنا
وقال صاحب الكشاف : إن أبر قد أجرى مجرى لم يرد : أي ولا يريد إلا أن يتمّ نوره . قوله : { وَلَوْ كَرِهَ الكافرون } معطوف على جملة قبله مقدرة : أي أبى الله إلا أن يتمّ نوره ، ولو لم يكره الكافرون ذلك ، ولو كرهوا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.