19- { الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز } .
الله تعالى لطيف بعباده ، بار بهم تمام البر ، مترفق في رعايتهم وإيصال المصالح إليهم ، حكيم في عطائه ، كريم في إيصال نعمائه إلى العباد ، يجري رزقه على من يشاء بما شاء من أنواع الرزق ، فيخص كلا من عباده بنوع من البر على ما تقتضيه حكمته ومشيئته ، وهو القوي الباهر القدرة ، العزيز المنيع الغالب الذي لا يقهر .
قال تعالى : { وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين } . ( هود : 6 ) .
قوله تعالى : { اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ( 19 ) مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ( 20 ) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 21 ) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } .
يبين الله لطفه بعباده وإحسانه إليهم ؛ إذ رزقهم من واسع فضله وجزيل بركاته وكرمه . وأنزل إليهم الكتاب فيه تبصرة لهم وهداية وبعث فيهم نبيين من أنفسهم لينذروهم لقاء الله ويحذروهم يوم المعاد وليستنقذوهم من خُسران الدنيا والآخرة .
فقال سبحانه في كلماته الربانية العجيبة : { اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ } { لطيفٌ } من اللطف وهو الرفق . واللطف من الله معناه التوفيق والعصمة . {[4097]}
وهذه حقيقة راسخة تنطق بها كلمات الله الفُضلى ، ويفيض بها قوله الحق والصدق وهو أن الله رفيق بالعباد وحفيٌّ بهم فلا يظلمهم ولا يحيف عليهم ؛ بل إنه عز وعلا قد أسبغ عليهم رحمته وفضله وإحسانه ما أقام به عليهم الحجة . ومن جملة لطف الله بالعباد وبالغ رأفته لهم ، ذلك الرزق الذي جعله لهم ليقتاتوا ويعيشوا مطمئنين في الأرض ، فلا تقُضُّهم القلة ولا يعُضُّهم الجوع ، سواء فيهم المؤمنون والكافرون . فكلهم ينالون حظهم من الرزق الذي كتب الله لهم في هذه الدنيا .
وهذا هو قوله : { يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ } يرزق الله جميع الناس . ورزقُهُ لهم على أقدار متفاوتة . فيوسع على هذا ويضيِّقُ على هذا . وفي ذلك حكمة لله بالغة يعلمها هو سبحانه .
قوله : { وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ } الله القوي الجبار ، الذي تهبط تحت قهره وجبروته كل القوى . وهو سبحانه العزيز . أي المنيع الجناب الذي لا يغْلبُهُ غالب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.