استجيب له : استجاب الناس للإسلام ودخلوا فيه .
16- { والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد } .
نزلت في طائفة من بنى إسرائيل همت برد الناس عن الإسلام ، ومحاولة إضلالهم ، فقالوا : كتابنا قبل كاتبكم ، ونبينا قبل نبيكم ، فديننا أفضل من دينكم ، ونحن أولى بالله تعالى منكم .
ما زال بعض أهل الكتاب أو المشركين يدافعون عن باطلهم ، ويتهمون الإسلام تهما باطلة ، ويخيفهم انتشار الإسلام ، واستجابة الناس لدعوته ، فيتمسكون بحجج واهية ، فهم حاقدون حاسدون لما يأتي :
( أ ) جادلوا في دين الله وهو الإسلام بعد أن ظهر نوره ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، واستجابوا لداعية الإسلام .
( ب ) حجتهم داحضة وباطلة لوضوح الإسلام ، وعدالة أحكامه ، وسلامة قواعده ، وصدق رسوله .
( ج ) عليهم غضب الله وسخطه ، لعدولهم عن الحق بعد أن عرفوه ، ولهم عذاب شديد في الآخرة .
قوله تعالى : { وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ( 16 ) اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ( 17 ) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلاَ إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ } .
ذلك وعيد من الله للمشركين الذين يصدون الناس عن عقيدة التوحيد ، ويفتنون المسلمين عن دين الإسلام . أولئك الظالمون الفتانون حجتهم باطلة وسقيمة وهم هالكون خاسرون . وذلك قوله : { وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ } أي الذين يخاصمون المؤمنين بعد ما استجابوا لله فأسلموا – ويجادلونهم بالحجج الكاذبة الواهية ليضلوهم ويصدوهم عن دينهم ، دين التوحيد والطهر والفضيلة ، دين الإسلام { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ } أي حجتهم عند الله باطلة ؛ فهي مستهجنة وزائلة ؛ لأنها لا ثبات لها . دحضت الحجة دحضا أي بطلت ، ودحض الرجل أي زلق{[4094]} .
قوله : { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ } أي غضب من الله ينزل بهم في الدنيا { وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي يعذبهم الله عذابا شديدا يوم القيامة .
وقيل : إن هؤلاء المشركين الذين جادلوا المؤمنين ليصدوهم عن الإسلام ، قوم توهموا أن الجاهلية تعود . وقيل : المراد بهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى فكانت محاجتهم للمسلمين قولهم لهم ! نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم . وكانوا يرون لأنفسهم الفضيلة على غيرهم ؛ لأنهم أهل كتاب وأنهم أولاد النبيين . وكان المشركون من غير أهل الكتاب يقولون للمسلمين : أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديًّا فنزلت الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.