تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَآ أَخِي لَهُۥ تِسۡعٞ وَتِسۡعُونَ نَعۡجَةٗ وَلِيَ نَعۡجَةٞ وَٰحِدَةٞ فَقَالَ أَكۡفِلۡنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ} (23)

21

المفردات :

نعجة : هي أنثى الضأن ، وتطلق على المرأة مجازا .

أكفلنيها : اجعلني أكفلها كما أكفل ما تحت يدي ، والمراد : ملكنيها ، أو اجعلها كفلي ، أي : نصيبي .

وعزني : غلبني .

في الخطاب : في المجادلة والمحاجة .

التفسير :

23- { إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب } .

إن هذا أخي يملك تسعا وتسعين نعجة ، وأنا أملك نعجة واحدة ، فطلب منّي أن أتنازل له عن نعجتي حتى تكتمل النعاج عنده مائة ، وهو رقم مكتمل ، وجاء بحجج وأدلة قوية غلبني بها ولم أستطع الردّ عليها ، لقد كانا أخوين في النسب ، أو في شركة ، أو في الدّين ، أو في الصحبة ، لكن الغنيّّ كان جشعا لا يشبع ، فالمفروض أن ساعد الغني الفقير ويعطف عليه .

قال تعالى : { وآتوهم من مال الله الذي آتاكم . . . } [ النور : 33 ] .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَآ أَخِي لَهُۥ تِسۡعٞ وَتِسۡعُونَ نَعۡجَةٗ وَلِيَ نَعۡجَةٞ وَٰحِدَةٞ فَقَالَ أَكۡفِلۡنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ} (23)

فقال أحدهما : { إن هذا أخي } أي : على ديني وطريقتي ، { له تسع وتسعون نعجةً } يعني امرأة { ولي نعجة واحدة } أي امرأة واحدة ، والعرب تكني بالنعجة عن المرأة ، قال الحسين بن الفضل : هذا تعريض للتنبيه والتفهيم ، لأنه لم يكن هناك نعاج ولا بغي فهو كقولهم : ضرب زيد عمراً ، أو اشترى بكر داراً ، ولا ضرب هنالك ولا شراء . { فقال أكفلنيها } قال ابن عباس : أعطنيها . قال مجاهد : انزل لي عنها . وحقيقته : ضمها إلي فاجعلني كافلها ، وهو الذي يعولها وينفق عليها ، والمعنى : طلقها لأتزوجها . { وعزني } غلبني ، { في الخطاب } أي : في القول . وقيل : قهرني لقوة ملكه . قال الضحاك : يقول إن تكلم كان أفصح مني ، وإن حارب كان أبطش مني . وحقيقة المعنى : أن الغلبة كانت له لضعفي في يده ، وإن كان الحق معي . وهذا كله تمثيل لأمر داود مع أوريا زوج المرأة التي تزوجها داود حيث كان لداود تسع وتسعون امرأة ولأوريا امرأة واحدة فضمها إلى نسائه .