معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِنَّ هَٰذَآ أَخِي لَهُۥ تِسۡعٞ وَتِسۡعُونَ نَعۡجَةٗ وَلِيَ نَعۡجَةٞ وَٰحِدَةٞ فَقَالَ أَكۡفِلۡنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ} (23)

وقوله : { إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً } : وفي قراءة عبد الله ( كَانَ لَهُ ) وربّما أدخلت العرب ( كان ) على الخبر الدائم الذي لا ينقطع . ومنه قول الله في غير موضع { وكان رَبُّك قديراً } { وكان الله غفوراً رحيما } فهذا دائم . والمعْنى البيّن أن تُدخل ( كان ) على كل خبر قد كان ثم انقطع ؛ كما تقول للرجل : قد كنت موسرا ، فمْعنى هَذَا : فأنتَ الآنَ مُعْدِم .

وفي قراءة عبد الله ( نَعْجَةً أُنْثَى ) والعَرَب تؤكّد التأنيث بأُنثاه ، والتذكيرَ بمثل ذلكَ ، فيكون كالفَضْل في الكلام فهذا منْ ذلكَ . ومنه قولكَ للرجل : هذا والله رجل ذَكَر . وإنما يدخل هذا في المؤنّث الذي تأنيثه في نفسه ؛ مثل المرأة والرجل والجمل والناقة . فإذا عدَوت ذلكَ لم يجز . فخطأ أن تقول : هذه دارٌ أنثى ، ومِلحفة أنثى ؛ لأنَّ تأنيثها في اسمها لا في مَعْناها . فابنِ على هذا .

وقوله { وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ } أي غلبني . ولو قرئتْ { وَعَازَّني } يريد : غَالبني كان وَجْها .