الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِنَّ هَٰذَآ أَخِي لَهُۥ تِسۡعٞ وَتِسۡعُونَ نَعۡجَةٗ وَلِيَ نَعۡجَةٞ وَٰحِدَةٞ فَقَالَ أَكۡفِلۡنِيهَا وَعَزَّنِي فِي ٱلۡخِطَابِ} (23)

قوله : { تِسْعٌ وَتِسْعُونَ } : العامَّةُ على كسر التاءِ ، وهي اللغةُ الفاشيةُ . وزيد بن علي والحسن بفتحها فيهما ، وهي لُغَيَّةٌ . وقرأ العامَّةُ " نَعْجة " بفتح النون ، والحسن وابن هرمز بكسرها . قيل : وهي لغةٌ لبعضِ بني تميمٍ . وكَثُرَ في كلامِهم الكنايةُ بها عن المرأةِ قال ابنُ عَوْنٍ :

أنا أبُوْهُنَّ ثلاثٌ هُنَّهْ ***رابِعَةٌ في البيتِ صُغْراهُنَّهْ

ونَعْجتي خَمْساً تُوَفِّيْهِنَّهْ

وقال آخر :

هما نَعْجَتان مِنْ نِعاج تَبالَةٍ *** لَدى جُؤْذُرَيْنِ أو كبعضٍ دُمَى هَكِرْ

وقوله : " وعَزَّني " أي : غَلَبني . قال الشاعر :

قَطاةٌ عَزَّها شَرَكٌ فباتَتْ *** تُجاذِبُهُ وقد عَلِقَ الجَناحُ

يقال : عَزَّهُ يَعُزُّه بضمِّ العينِ وتقدَّم تحقيقُه في سورة يس . وقرأ طلحة وأبو حيوة " وَعَزَني " بالتخفيف . قال ابن جني : " حَذْف الزاي الواحدةِ تخفيفاً . كما قال :

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . *** أَحَسْنَ به فهنَّ إليه شُوْسُ

يريد : أَحْسَسْنَ " ، فحذف . وتُرْوَى هذه قراءةً عن عاصم . وقرأ عبد الله والحسن وأبو وائل ومسروق والضحاك " وعازَّني " بألفٍ مع تشديد الزاي ، أي : غالبني .