رؤوس الشياطين : في قبح المنظر ونهاية البشاعة ، والعرب تشبه قبح الصورة بالشيطان ، فتقول : وجه كأنه وجه شيطان ، كما يشبّهون حسن الصورة بالملك .
65- { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } .
إن ثمرها في قبح منظره ، وهول رؤيته شبيه برؤوس الشياطين ، والعرب تتخيل صورة الشيطان قبيحة لا تعدلها صورة أخرى في ذلك ، فيقول لمن يَسْمُونه بالقبح المتناهي : كأن رأسه رأس شيطان ، وقد سلك امرؤ القيس هذا المسلك ، فشبّه سيفه المسنن بأنياب الغول ، أي أنه سيف بشع في حصد الرؤوس وقتل العداء فقال :
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال .
وعلى العكس من هذا تراهم يشبهون الصورة الحسنة بالملك ، من قبل أنهم اعتقدوا فيه أنه خير محض ، لا شرّ فيه ، فارتسم في خيالهم بأبهى صورة ، وعلى هذا جاء قوله تعالى حكاية عن النسوة اللائي بهرهنّ جمال يوسف : { فلما رأينه أكبرنه ، وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم } . [ يوسف : 31 ] .
ثم زاد ذلك وضوحاً وتصويراً بقوله : { طلعها } أي الذي هو مثل طلع النخل في نموه ثم تشققه عن ثمره { كأنه رءوس الشياطين * } فيما هو مثل عند المخاطبين فيه ، وهو القباحة التي بلغت النهاية ، وهذا المثل واقع في أتم مواقعه سواء كان الشيطان عندهم اسماً للحية أو لغيرها ، لأن قبح الشياطين وما يتصل بهم في أنهم شر مخص لا يخلطه خير مقرر في النفوس ، ولهذا كان كل من استقبح منظر إنسان أو فعله يقول : كأنه شيطان ، كما انطبع في النفوس حسن الملائكة وجلالتهم فشبهوا لهم الصور الحسان ، ولذلك سمت العرب ثمر شجر يقال له الأستن بهذا الاسم ، وهو شجر خشن مر منتن منكر الصورة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.