أولياؤكم : نصراؤكم على الخير ، وأعوانكم على الطاعة .
ما تدعون : ما تطلبونه وتتمنونه ، وهو افتعال من الدعاء بمعنى الطلب .
31- { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون } .
نحن نُصراؤكم على الخير ، وأعوانكم على الاستقامة في الحياة الدنيا ، إذ نثبتكم على الطاعة ونمنحكم التوفيق والهداية ، ونحن نبشركم قرب رحيلكم إلى الآخرة بالجنة ونعيمها ، ولكم في الجنة ، { ما تشتهي أنفسكم . . . } ما تطلبه نفوسكم .
قال صلى الله عليه وسلم : " فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر " {[649]} . انظر سنن الترمذي ، وصحيح مسلم عن أبي هريرة ، كتاب الجنة ، وصفة نعيمها ، ولكم في الجنة ما تطلبونه ، وما تدّعون ، وتقولونه إنه لكم فهو لكم بحكم ربكم .
قوله تعالى : { نحن أولياؤكم } ، تقول لهم الملائكة حين تنزل عليهم بالبشارة : نحن أولياؤكم أنصاركم وأحباؤكم ، { في الحياة الدنيا وفي الآخرة } أي : في الدنيا والآخرة . وقال السدي : تقول الملائكة نحن الحفظة الذين كنا معكم في الدنيا ، ونحن أولياؤكم في الآخرة ، يقول : لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة . { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم } من الكرامات واللذات ، { ولكم فيها } في الجنة ، { ما تدعون } تتمنون .
قوله تعالى : " نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة " أي تقول لهم الملائكة الذين تتنزل عليهم بالبشارة " نحن أولياؤكم " قال مجاهد : أي نحن قرناؤكم الذين كنا معكم في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قالوا لا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة . وقال السدي : أي نحن الحفظة لأعمالكم في الدنيا وأولياؤكم في الآخرة . ويجوز أن يكون هذا من قول الله تعالى ، والله ولي المؤمنين ومولاهم . " ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم " أي من الملاذ . " ولكم فيها ما تدعون " تسألون وتتمنون .
ولما أثبتوا لهم الخير ، ونفوا عنهم الضير ، عللوه بقولهم : { نحن أولياؤكم } أي أقرب الأقرباء إليكم ، فنحن نفعل معكم كل ما يمكن أن يفعله القريب { في الحياة الدنيا } نجتلب لكم المسرات ونبعد عنكم المضرات ونحملكم على جميع الخيرات بحيث يكون لكم فيها ما تؤثره العقول بالامتناع مما تهواه النفوس وإن تراءى للرائين في الدنيا أن الأمر بخلاف ذلك ، فنوقظكم من المنام ، ونحملكم على الصلاة والصيام ، ونبعدكم عن الآثام ، ضد ما تفعله الشياطين مع أوليائهم { وفي الآخرة } كذلك حيث يتعادى الأخلاء إلا الأتقياء { ولكم فيها } أي الآخرة في الجنة وقبل دخولها في جميع أوقات الحشر { ما تشتهي } ولو على أدنى وجوه الشهوة بما يرشد إليه حذف المفعول { أنفسكم } لأجل ما منعتموها من الشهوات في الدنيا { ولكم } .
ولما كان السياق للذين استقاموا العام للسابقين وأصحاب اليمين على ما أشير إليه الختم بصفة المغفرة وتقديمها ، قيد بالظرف بخلاف ما في يس فقال : { فيها } أي الآخرة { ما تدعون * } أي ما تؤثرون دعاءه وطلبه وتسألونه وتمنونه بشهوة نفوسكم ورغبة قلوبكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.