تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (6)

5

المفردات :

تولّوا : أعرضوا عن الإيمان بالرسل .

التفسير :

6- { ذَلِكَ بأنّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } .

ذلك الذي أصابهم من عذاب الدنيا وسعير جهنم في الآخرة بسبب أن الرسل جاءت إليهم بالآيات البينات وألوان الهداية والمعجزات ، فقالوا : لا تبع بشرا مثلنا .

والله تعالى حكيم عليم ، حيث أرسل الرسل إلى البشر من جنسهم ، ليكون الرسول قدوة عميلة ، ونموذجا عمليا ، ولو كانت أقوام الرسل ملائكة تمشي مطمئنة في الأرض لأنزل الله عليهم ملكا رسولا ، لكنّ حكمته قد اقتضت أن يكون الرسول من جنس المرسل إليهم ، يتكلم بلغتهم ، ويحسّ بإحساسهم ، ويتحاور معهم باللغة التي يفهمونها .

قال تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلاّ بلسان قومه ليبين لهم . . . }( إبراهيم : 4 ) .

ومن فضل الله أن يمنّ على بعض البشر بالرسالة ، فيصطفيهم ويختارهم : { الله أعلم حيث يجعل رسالته . . . }( الأنعام : 124 ) . ثم يُرسل أمين الوحي إليهم بالرسالة والنبوة ، وبذلك يتم فضل الله .

قال تعالى : { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما } . ( النساء : 165 ) .

والخلاصة :

إن عذاب المكذبين وهلاكهم بسبب أنهم قابلوا رسلهم بالتكذيب والإعراض ، والله غني عنهم لا ينفعه إيمانهم ، ولا يضره كفرهم ، وهو سبحانه غني عن خلقه ، محمود على حسن فعله .

قال تعالى : { يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد*إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز } . ( فاطر : 15-17 ) .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُۥ كَانَت تَّأۡتِيهِمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالُوٓاْ أَبَشَرٞ يَهۡدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْۖ وَّٱسۡتَغۡنَى ٱللَّهُۚ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (6)

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ( 6 ) }

ذلك الذي أصابهم في الدنيا ، وما يصيبهم في الآخرة ؛ بسبب أنهم كانت تأتيهم رسل الله بالآيات البينات والمعجزات الواضحات ، فقالوا منكرين : أبشر مثلنا يرشدوننا ؟ فكفروا بالله وجحدوا رسالة رسله ، وأعرضوا عن الحق فلم يقبلوه . واستغنى الله ، والله غني ، له الغنى التام المطلق ، حميد في أقواله وأفعاله وصفاته لا يبالي بهم ، ولا يضره ضلالهم شيئًا .