تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَجۡمَعُكُمۡ لِيَوۡمِ ٱلۡجَمۡعِۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلتَّغَابُنِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (9)

7

المفردات :

يوم التغابن : هو يوم القيامة ، وسُمي يوم التغابن لأن الكافر غبن نفسه وظلمها بترك الإيمان ، أما المؤمن فيغبن نفسه لتقصيره في الطاعات والإيمان .

التفسير :

9- { يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .

في يوم القيامة يجمع الله الأولين ولذلك سمّي يوم الجمع ، حيث يُحشر الناس من عهد آدم إلى قيام الساعة ، في وقت واحد ، ومكان واحد ، يراهم المبصر ، ويسمعهم السامع ، وهذا اليوم له أسماء متعددة : فهو يوم القيامة ، والحاقّة ، والزلزلة ، والساعة ، والقارعة ، والجاثية ، وكلها أسماء تدل على الهول الكبير الذي يصيب الناس .

ومن أسماء يوم القيامة : التَّغَابُنِ . وأساس الغبن النقص في التجارة ، والمغبون من باع صفقته بأقل من ثمنها .

وكأنما كانت الدنيا سباقا بين المؤمنين والكافرين ، فاز في هذا السباق المؤمنون ، وكان جزاؤهم الجنة ، وخسر في هذا السباق الكافرون ، وكان جزاؤهم النار ، فالكافر مغبون لأنه باع نصيبه في الجنة بعرض فان من أعراض الدنيا ، والمؤمن غبن الكافر ، وأخذ مكانه في الجنة ، فهو غبن معنوي ، ففي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يدخل الجنة إلا اُري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ، وما من عبد يدخل النار إلا أُري مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة " xi ( أخرجه الترمذي في أبوب الزهد ) .

قال القرطبي :

يوم التغابن . أي : يوم القيامة ، . . . وسمي يوم القيامة بيوم التغابن لأنه غبن فيه أهل الجنة أهل النار ، أي أن أهل الجنة أخذوا الجنة ، وأهل النار أخذوا النار على طريق المبادلة ، فوقع الغبن على الكافرين ، لأجل مبادلتهم الشر بالخير ، والعذاب بالنعيم .

ثم فسّر القرآن التغابن ببيان الجزاء العظيم ، والنعيم المقيم لأهل الجنة ، والعذاب الأليم لأهل النار .

{ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .

فهذا هو الفريق الفائز في سباق التغابن ، فريق من آمن بالله ربّا ، وعمل عملا صالحا ، فجزاؤه محو السيئات ، ومغفرة الذنوب ، ودخول الجنات تجري من تحتها الأنهار ، والخلود الأبدي السرمدي في الجنة .

{ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

هؤلاء السابقون المتفوّقون ، الفائزون بذلك الفوز العظيم ، والجائزة الكبرى ، والنعمة العظمى ، ورضوان الله وكرامته ، وجائزته في القيامة .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَجۡمَعُكُمۡ لِيَوۡمِ ٱلۡجَمۡعِۖ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلتَّغَابُنِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَٰلِحٗا يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ وَيُدۡخِلۡهُ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (9)

{ يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ( 9 ) }

اذكروا يوم الحشر الذي يحشر الله فيه الأولين والآخرين ، ذلك اليوم الذي تظهر فيه خسارة أهل النار ؛ لتركهم طاعة الله . ومن يؤمن بالله ويعمل بطاعته ، يمح عنه ذنوبه ، ويدخله جنات تجري من تحت قصورها الأنهار ، خالدين فيها أبدًا ، ذلك الخلود في الجنات هو الفوز العظيم الذي لا فوز بعده .