تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

25

المفردات :

تبارا : هلاكا ، ويعدّى بالتضعيف فيقال : تبّره الله ، إذا أهلكه .

التفسير :

27- رب اغفر لي ولولديّ ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا .

تختم السورة بهذه الآية الكريمة ، وهي ترنيمة دعاء من نبيّ صالح .

رب اغفر لي .

فالرسول بشر ، في حاجة إلى مغفرة الله وستره توفيقه ، ثم دعاء لوالديه ، وبرّ المؤمن بوالديه من أصول الأديان .

ثم دعاء لكل من دخل بيته مؤمنا ، مشتركا معه في حقيقة الإيمان . فبين المؤمنين أخوة عامة ، ورحم يجب أن توصل ، لذلك ختم دعاءه بقوله :

وللمؤمنين والمؤمنات .

أي : واغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك يدل على سرّ عجيب ، وآصرة قوية تربط بين المؤمنين والمؤمنات ، مهما تباعد الزمان أوالمكان ، فإن أخوّة الإيمان بالله أصرة قوية ، ورباط وثيق بين المؤمنين من عهد آدم إلى قيام الساعة .

ولا تزد الظالمين إلا تبارا .

أي : أهلك هؤلاء الظالمين لأنهم عقبة في سبيل دعوة الإيمان والخير .

وقد استجاب الله دعاءه فأغرق الظالمين ، ونجى المؤمنين .

وسجّلت السورة كفاح هذا النبي الكريم ، والرسول الصابر الذي لوّن في أسلوب دعوته ، وصبر وصابر ، ليكون قدوة وأسوة للدعاة والهداة . والله ولي التوفيق .

***

وكان ختام تفسير سورة ( نوح ) مساء الجمعة 28 من ذي الحجة 1421ه ، الموافق 23 من مارس 2001م .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام عل سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

i في ظلال القرآن ، الجزء 29 ص301 .

ii انظر تفسير ابن جرير ، وتفسير ابن كثير .

iii تفسير المراغي ، الجزء 29 ص ( 87 ، 88 ) .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

تبارا : هلاكا .

ثم طلب نوح الغفرانَ لنفسه ولأبوَيه وللمؤمنين والمؤمنات ، وأعادَ الدعاءَ على الكافرين مرّةً أخرى فقال : { وَلاَ تَزِدِ الظالمين إِلاَّ تَبَاراً } .

أي : خُسراناً وبُعداً من رحمتك . أما سيدُنا محمد الرسولُ العربي الكريم فإنه لم يَدْعُ على قومه بل دَعا لهم أكثرَ من مرَةٍ وكان يقول : « اللهمّ اهدِ قومي فإنهم

لا يَعلمون » وقد استجابَ له . ونسأل اللهَ تعالى أن يهديَ العربَ إلى سَواء الطريق ويجمع كلمتَهم ، ويوحّد صفوفَهم ليواجهوا عدوَّهم المشترك ، وأن يقوّوا صِلَتَهم بجميع المسلمين { وَهُوَ على جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ } [ الشورى : 29 ] .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

{ رب اغفر لي ولوالدي } واسم أبيه : لمك بن متوشلخ ، واسم أمه : سمحاء بنت أنوش ، وكانا مؤمنين ، { ولمن دخل بيتي } داري ، { مؤمنا } ، وقال الضحاك والكلبي : مسجدي . وقيل سفينتي ، { وللمؤمنين والمؤمنات } هذا عام في كل من آمن بالله وملائكته وصدق الرسل ، { ولا تزد الظالمين إلا تبارا } هلاكاً ودماراً ، فاستجاب الله دعاءه فأهلكهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

{ رب اغفر لي ولوالدي } وكانا مؤمنين { ولمن دخل بيتي } مسجدي { مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات } إلى يوم القيامة { ولا تزد الظالمين إلا تبارا } هلاكا ودمارا

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{رَّبِّ ٱغۡفِرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيۡتِيَ مُؤۡمِنٗا وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۖ وَلَا تَزِدِ ٱلظَّـٰلِمِينَ إِلَّا تَبَارَۢا} (28)

ولما {[68887]}دل هذا كله على{[68888]} أنه دعا على أعداء الله ، دعا أيضاً{[68889]} لأوليائه وبدأ بنفسه لأنه{[68890]} رأس تلك الأمة ، فقال مسقطاً على عادة أهل الخصوص : { رب } أي أيها المحسن إليّ باتباع من اتبعني وتجنب{[68891]} من تجنبني ، فإن من{[68892]} كانت طبيعته طبعت{[68893]} على شيء لا تحول عنه .

ولما كان المقام الأعلى أجل من أن يقدره أحد حق قدره قال : { اغفر لي } أي فإنه لا يسعني وإن كنت معصوماً إلا حلمك وعفوك ورحمتك . ولما أظهر بتواضعه عظمة الله سبحانه وتعالى رتب المدعو لهم على{[68894]} الأحق فالأحق فقال{[68895]} : { ولوالديّ } وكانا مؤمنين وهما لمك بن متوشلخ وشمخاء بنت أنوش ، قال أبو حيان{[68896]} : وقال ابن عباس رضي الله عنهما : لم يكفر لنوح عليه السلام أب فيما بينه وبين آدم عليهم الصلاة والسلام . وأعاد الجار إظهاراً{[68897]} للاهتمام{[68898]} فقال : { ولمن دخل بيتي } لأن المتحرم بالإنسان له حق أكيد لا سيما إن كان مخلصاً في حبه ، ولذا{[68899]} قال : { مؤمناً } ولما خص عم وأعاد الجار أيضاً اهتماماً فقال : { وللمؤمنين والمؤمنات } أي العريقين في هذا الوصف في كل{[68900]} أمة إلى آخر الدهر و{[68901]}لا تزدهم في حال من الأحوال شيئاً من الأشياء إلا مفازاً .

ولما كان التقدير بما أرشد إليه{[68902]} الاحتباك : ولا تكرم المارقين ، عطف عليه قوله : { ولا تزد الظالمين } أي العريقين في الظلم في حال من الأحوال { إلا تباراً * } أي إلا {[68903]}هلاكاً مدمراً{[68904]} مفتتاً لصورهم قاطعاً لأعقابهم {[68905]}مخرباً لديارهم{[68906]} وكما استجاب الله سبحانه وتعالى له في أهل الإيمان والكفران{[68907]} من أهل ذلك الزمان فكذلك يستجيب له في أهل الإيمان وأهل الخسران{[68908]} بالسعادة والتبار في جميع الأعصار إلى أن يقفوا بين يدي العزيز الجبار ، والآية من الاحتباك : إثبات الدعاء المقتضي لأصل إكرام المؤمنين أولاً مرشد إلى حذف الدعاء المفهم لأصل إهانة الكافرين ثانياً ، وإثبات الدعاء بزيادة التبار ثانياً مفهم لحذف الدعاء الموجب لزيادة المفاز أولاً ، وهذا الآخر المفصح بالتبار{[68909]} هو ما أرشد إليه الابتداء بالإنذار ، فقد انطبق الآخر على الأول {[68910]}على أصرح وجه وأكمل ، وأحسن حال وأجمل{[68911]} منال ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم والحمد لله تعالى على كل حال{[68912]} .


[68887]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68888]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68889]:- في ظ وم: طبعته.
[68890]:- من ظ وم، وفي الأصل: لأن.
[68891]:- من ظ وم، وفي الأصل: تجيب.
[68892]:- في ظ وم: طبعته.
[68893]:- في ظ وم: طبعته.
[68894]:- زيد من ظ وم.
[68895]:- زيد من ظ وم.
[68896]:- في البحر المحيط 8/ 343.
[68897]:- زيد من ظ وم.
[68898]:- من ظ وم، وفي الأصل: اهتماما.
[68899]:- من م، وفي الأصل وظ: لذلك.
[68900]:- زيد من ظ وم.
[68901]:- زيد من ظ وم.
[68902]:- زيد في الأصل: من، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68903]:- من ظ وم، وفي الأصل: إهلاكا مضمرا.
[68904]:- من ظ وم، وفي الأصل: إهلاكا مضمرا.
[68905]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68906]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68907]:- من ظ وم، وفي الأصل: واهلها.
[68908]:- من ظ وم، وفي الأصل: واهلها.
[68909]:- زيد من ظ وم.
[68910]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68911]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68912]:-سقط ما بين الرقمين من ظ وم.